يَا شِيعَةَ آلِ أَبِي سُفْيَانَ ! إنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ دِينٌ ، وَكُنْتُمْ لاَ تَخَافُونَ الْمَعَادَ ، فَكُونُوا أَحْرَاراً فِيدُنْيَاكُمْ ! وَارْجِعُوا إلَي أَحْسَابِكُمْ إنْ كُنْتُمْ عُرْباً كَمَا تَزْعُمُونَ !
فناداه شمر : ما تقولُ يا ابنَ فاطمة !
قال : أنا الذي أقاتلكم والنِّساءُ ليس عليهنّ جُناح فامنعوا عُتاتكم عن التعرّض لحرمي ما دمتُ حيّاً .
قَالَ اقْصُدُونِي بِنَفْسِي وَاتْرُكُوا حَرَمِي قَدْ حَانَ حِينِي وَقَدْ لاَحَتْ لَوَائِحُهُ
فقال شمر : لك ذلك !
وقصده القوم ، واشتدّ القتال وقد اشتدّ به العطش . [16]
ثمّ إنّه عليه السلام رجع إلي الخيمة وودّع عياله ثانياً ، فحملوا عليه يرمونه بالسهام ، فحمل عليهم كالليث الغضبان ، ورجع إلي مركزه يُكثر من قول :
لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَهِ ! [17]
* ورماه أبو الحُتوف الجُعْفي بسهم في جبهته ، فنزعه وسالت الدماء علي وجهه فقال :